يعد الجمهور آخر طرف في العملية الاتصالية، تتمحور حوله وتوجه إليه الرسالة، بدونه لا تتم عملية
الاتصال، تهتم به مختلف المؤسسات الناجحة بهدف التعرف عليه من حيث حجمه وخصائصه
الديمغرافية والسوسيولوجية، لكي تتمكن من تحقيق اهتماماته وتطلّعاته واحتياجاته. علما أن أسعار الإعلان تتحدد وفقا لحجم جمهور المؤسسة الإعلامية، فكلما كان حجمها كبيرا كانت أسعار الإعلانات مرتفعة. وقد بدأ الاهتمام بجمهور وسائل الإعلام منذ ثلاثينيات القرن الماضي أي نتيجة زيادة الإحساس بقوة التأثير الذي تحدثه وسائل الإعلام على الجمهور، وعليه فإن دراسات الجمهور ظهرت وتطورت نتيجة تظافر مجموعة من العوامل المتداخلة وتتمثل في العامل التاريخي والإشهار التجاري والرأي العام كقوة سياسية والعامل الأكاديمي، وهو ما سوف نتطرق له لاحقا.
والهدف من المقياس تمكين طلبة السنة الثالثة من معرفة مفهوم وأنواع جمهور وسائل الإعلام وأهم مقارباته وتقنيات دراسته من أجل تحضيره للتخصص في الطورين الثاني والثالث وتمكينه من الاختيار الملائم لقدراته واهتماماته.